آخر الأحداث والمستجدات
المهدي العروصي: من مكناس الفن إلى دبي الإبداع.. قصة مايسترو بصري مغربي يترجم الأنغام ويدير العلامات التجارية بذكاء
في عالم يعج بالضجيج الرقمي، يبرز قلة من المبدعين الذين يمتلكون القدرة لا على "التصميم" فحسب، بل على "سرد القصص" بصرياً واستراتيجياً. من قلعة الإبداع في دبي، يرسم المبدع المغربي المهدي العروصي مساراً متفرداً كخبير متعدد التخصصات، جامعاً بين دقة المصمم الجرافيكي، وإيقاع صانع الفيديو، وذكاء المسوق الرقمي. بمسيرة مهنية تمتد لنحو 14 عاماً، لم يعد المهدي مجرد مقدم خدمات، بل أصبح شريكاً استراتيجياً لأسماء لامعة في سماء الفن والأعمال، حاملاً معه إرثاً غنياً من العمل في بلده الأم، المغرب.
فلسفة "العمل المباشر": أسرع، أسهل، وأكثر ذكاءً
يتبنى المهدي فلسفة عمل تتحدى النموذج التقليدي للوكالات الإعلانية. يرفع شعار "تحكم في اتجاهك الإبداعي"، حيث يتيح لعملائه التواصل المباشر مع "العقل المدبر" دون وسطاء، مما يوفر الوقت والتكاليف الباهظة التي تفرضها الوكالات الكبرى.
تظهر إحصائيات موقعه الرسمي وعداً جريئاً لعملائه: أسرع بنسبة 97%، وأسهل بنسبة 98%. هذا النهج المباشر جعله الخيار المفضل للشركات والأفراد الذين يمتلكون رؤية واضحة ويحتاجون إلى يد خبيرة لتحويلها إلى واقع ملموس، سواء كان ذلك عبر بناء الهوية البصرية، أو استراتيجيات التسويق الرقمي.
بصمة مغربية راسخة: إنجازات في مهرجان موازين وتقدير ملكي
لم تبدأ مسيرة المهدي الإبداعية في دبي وحسب، بل هي متجذرة بعمق في المشهد الثقافي المغربي. تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حظي المهدي العروصي، ممثلاً لشركة "ميديا توتش " (MEDIA TUCH)، بتقدير جمعية مغرب الثقافات، المنظمة لمهرجان موازين إيقاعات العالم، لعدة سنوات متتالية.
ففي عام 2015، تم تكريم المهدي العروصي تقديراً لعمله كمسؤول عن المؤثرات البصرية خلال الدورة 14 من مهرجان موازين، حيث ساهم في إضفاء جودة بصرية مبهرة على العروض الفنية وجعل التجربة أكثر غنىً وإبداعاً.
وفي عام 2016, نال شهادة شكر وتقدير عن دوره كمنسق فني لعدد من الفنانين العرب على منصة النهضة خلال الدورة 15، حيث لعب دوراً محورياً في ضمان انسيابية الأداء وتناغم عناصر العرض.
أما في عام 2017, فتكرر التكريم عن عمله كمسؤول فني لمجموعة من الفنانين العرب على منصة النهضة في الدورة 16، إذ أسهم بخبرته في تقديم عروض احترافية ذات حضور قوي، مما أضفى لمسة تنظيمية وإبداعية ساهمت في أسر قلوب الجمهور.
هذه الشهادات تؤكد الدور المحوري الذي لعبه المهدي في تعزيز المشهد الفني المغربي، وتقدير جهوده الكبيرة في تنظيم وإنجاح واحد من أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم العربي، مما يعكس خبرة عميقة وتفانياً في العمل الثقافي الوطني.
جذور إنسانية قبل الإبداع: مسيرة في تمكين الشباب
بعيداً عن الأضواء وقبل أن يشق طريقه نحو دبي، حمل المهدي العروصي شغفاً عميقاً بالعمل المجتمعي. بين 2011 و2014، شغل منصب الكاتب العام لجمعية "أمل شباب المغرب للرقص الحضري الحر"، حيث لعب دوراً محورياً في تأطير وتوجيه المواهب الشابة في الرقص الحضري.
لم يكن دوره إدارياً فقط؛ بل كان صوتاً مسانداً لطموحات الشباب، يعمل على خلق منصات آمنة للتعبير الفني، وتنظيم تظاهرات ثقافية ساعدت على إبراز جيل جديد من الفنانين. هذا الحضور الفاعل في الحقل الجمعوي شكّل جزءاً من شخصية المهدي المهنية، وغرس فيه رؤية تعتبر الفنون وسيلة لتمكين الشباب وفتح آفاق جديدة أمامهم.
الرجل خلف الكواليس البصرية لأكبر نجوم العرب.. وتقدير خليجي في 2025
امتدت إنجازات المهدي العروصي لتبلغ العالمية والعربية؛ فقد استطاع أن يحجز مكاناً كأحد أبرز المتخصصين في "فيديوهات الكلمات" والموشن جرافيك في المنطقة.
تتحدث شهادات العملاء عن احترافيته بوضوح؛ فقد تعاون مع "يونيفرسال ميوزيك مينا" لإنجاز أكثر من 50 عملاً، بما في ذلك المشروع الضخم لألبوم الفنان الكبير مروان خوري "العد العكسي"، حيث صمم 15 فيديو متناسقاً بصرياً لكل أغاني الألبوم، وهو إنجاز وصفه المنتج تامر البيطار بـ "المهمة الهائلة" التي نفذت ببراعة.
كما أشاد النجم حاتم عمور بقدرة المهدي "النادرة" على تحويل كلمات الأغاني إلى سرد بصري آسر في أعمال مثل "مشيتي فيها" و"باعت الحب". ولم تقتصر إبداعاته على ذلك، بل امتدت لتشمل أعمالاً مع "دي جي فان" وفرقة "إتش كاين"، مما يثبت قدرته على فهم الإيقاع الموسيقي وترجمته إلى إيقاع بصري دقيق.
ولم يتوقف قطار الإنجازات عند هذا الحد، ففي عام 2025، حظي المهدي العروصي بتقدير من الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية، شكراً على مساهمته الفعالة في إنجاح فعاليات وأنشطة الجائزة للدورة التاسعة عشرة، وهو ما يعكس اتساع نطاق خبراته وقدرته على الإسهام في مجالات متنوعة تتجاوز الفن والموسيقى.
مظلة إبداعية شاملة
لا يحصر المهدي نفسه في زاوية واحدة. يمتد طيف خدماته ليشمل التصميم الجرافيكي للمطبوعات والكتالوجات (مثل أعماله مع "المهرجان الدولي للفنون الحضرية")، وتصوير الفيديو، وإدارة منصات التواصل الاجتماعي. إنه يمثل "الجيش المكون من رجل واحد" القادر على حمل المشروع من مرحلة "الفكرة" إلى مرحلة "الإنتاج النهائي" بجودة تضاهي فرق العمل الكاملة.
إن المهدي العروصي ليس مجرد مصمم جرافيك يتخذ من دبي مقراً له؛ بل هو "مهندس تجارب بصرية" يدرك أن التصميم الجيد هو الذي يخدم الهدف التجاري والفني معاً. في سوق متعطش للسرعة والجودة، يقدم المهدي نموذجاً للمبدع الحديث: المتمكن تقنياً، المرن استراتيجياً، والموثوق فنياً من قبل كبار اللاعبين في الصناعة، ليظل سفيراً للإبداع المغربي في العالم العربي وخارجه.
| الكاتب : | هيئة التحرير |
| المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
| التاريخ : | 2025-12-01 12:02:00 |











